تتوفر لدى اغلب الناس معلومات عامة وكثيرة عن الأضرار
والآثار السلبية التي يتسبب فيها الضغط, لكن الأمر الغير معروف هو أن
الضغط العصبي قد يؤدي إلى سرطان عنق الرحم. كان هذا ما أعلنه تقرير تم
نشره في نسخة فبراير من سجل الطب السلوكي.
قام الباحثون بسؤال ثمانية وسبعين امرأة (ممن كان لديهم
اختبارات Pap غير طبيعية, في هذا الاختبار يقوم الأطباء بأخذ خلايا من عنق
الرحم واختبارها تحت الميكروسكوب) عن الضغط العصبي الذي يتعرضون له يوميا
وقارنوا النتائج هذه بنتائج أخرى لثمانية وعشرين امرأة ممن لم يجرين هذه
الاختبارات.
طبقا لما توصلت إليه الدراسة توجد روابط قوية بين الضغط العصبي وسرطان عنق الرحم.
قالت الكاتبة الأولى للدراسة كارولين فانج وهي طبيبة نفسية
من مركز فوكس تشيس لدراسات السرطان في فيلادلفيا أن "السيدات الذين تعرضن
لضغط عالي في حياهم بغض النظر عن طبيعة الأحداث, كانت لديهم مناعة اقل ضد
سرطان عنق الرحم."
يعتبر سرطان عنق الرحم ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارا بين
السيدات بعد سركان الثدي وهو الأكثر انتشارا. يموت سنويا حوالي 250 ألف من
المرضى الذين يعانون من هذا المرض طبقا لما نشرته منظمة الصحة العالمية.
واحد من العوامل التي قد تساعد على الإصابة بسرطان عنق الرحم
هو فيروس بابيلوما البشري (HPV), وخصوصا النوع الثانوي من الفيروس المسمى
HPV 16. ينتقل هذا الفيروس خلال العلاقة الجنسية ولكنه يتلاشى بمرور الوقت
عند السيدات اللاتي يتمتعن بصحة جيدة.
أضافت الدكتورة فانج انه بالرغم من هذه الحقائق فأن الوقت لم
يحن بعد لدق ناقوس الخطر. يجب القيام بالمزيد من الدراسات لكي يتم تأكيد
النتائج التي توصلت إليها الدراسة واثبات أن التقليل من الضغوط النفسية
التي تتعرض هلا السيدات يقلل من فرص الإصابة بفيروس HPV الذي يؤدي تباعا
إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم.
قامت جمعية علم النفس الأمريكية بنشر استطلاع تم عمله في
العام الماضي وتوصل إلى أن ثلث الشعب الأمريكي بعاني من حالات الضغط لنفسي
الشديد وهو الأمر الذي يجعل صحتهم وعلاقاتهم الاجتماعية ومدى إنتاجهم في
العمل محل خطر شديد.
أضافت جمعية علم النفس الأمريكية أن حوالي 48% من الشعب
الأمريكي يعتقد أن الضغوط النفسية زادت بشكل ملحوظ في السنوات الخمس
الأخيرة.